* حدّث رجل من بني نوفل بن عبد مناف فقال : كان عندي امرأة سوداء تدعى أم محجن فتزوجتُ امرأة أخرى بيضاء فغضبت أم محجن وغارت عليّ فقلت لها : يا أم محجن ما مثلي يُغار عليه ، إني شيخ كبير وإنك لعجوز كبيره وما أحد أكرم عليّ منكِ ولا أوجب حقاً فتجاوزي هذا الأمر ولا تُكدريه عليّ .
فرضيت وقرّت ، ثم قال لها : هل لك أن أجمع إليك زوجتي الجديدة فهو أصلح لذات البين ولم الشعث وأبعد للشماتـة .
فقالت : نعم افعل .
فأعطاها ديناراً وقال لها : إني أكره أن ترى بك حاجة وخصاصة فتفضل عليكِ ، فاعملي لها إذا أصبحت عندك غداء بهذا الدينار .
ثم أتى زوجته الجديدة وقال لها : إني أردتُ أن أجمعك إلى أم محجن غداً وهي مكرمتك ، وأكره أن تفضل عليك فخذي هذا الدينار فأهدي لها به إذا أصبحتِ عندها غداً لئلا ترى بك خصاصة ، ولا تذكري لها الدينار .
ثم أتى صاحباً له يستنصحه فقال : إني أن أريد أن أجمع زوجتي الجديدة إلى أم محجن غداً فأتني مُسلّماً فإذا تغديت فسلني عن أحبهما إليّ ، فإني سأنفر من ذلك وأعظمه ، فإذا أبيتُ عليك الإجابة فاحلف عليّ .
فلما كان الغد مر به صديقه فأجلسه ن فلما تغديا أقبل الرجل عليه فقال : يا أبا محجن أحب أن تخبرني عن أحب زوجتيك إليك .
فقال : سبحان الله ، أتسألني هذا وما سألني عن مثل هذا أحد ؟
قال : فإني أقسم عليك لتخبرني ، فوالله لا أعذرك ولا أقبل إلا ذاك .
فقال : أما إذ فعلت فأحبهما صاحبة الدينار .
فأقبلت كل واحدة منهما وهي تضحك ونفسها مسرورة وهي تظن أنه عناها بذلك القول